نورومسك الاسلام Admin
عدد المساهمات : 139 تاريخ التسجيل : 09/06/2012 العمر : 34
| موضوع: عَلاقَاتُنَا وعَلاقَاتُهم .. نور الجندلي لماذا يجرُّنا حبنا لأش الخميس يونيو 14, 2012 9:54 am | |
| عَلاقَاتُنَا وعَلاقَاتُهم .. |
| نور الجندلي
| لماذا يجرُّنا حبنا لأشخاصٍ إلى الأسفل ، فيما نحن أردناه حباً سامياً في الله لا يسقطنا في أوحال الذنوب ، حباً لا تلوّثهُ مشاعرُ الغيرة ، ولا تعطّل طاقاتنا الكامنة أشواقٌ مهدرة ، ولا تقتل أوقاتنا أحاديث عاطفية ، لا نخرجُ منها إلا بمزيد من الشوق والضعف والألم . الشّعارُ البرّاقُ الأول الذي يظهرُ لنا ونحن نحاول اكتشاف شخصٍ ما هو شعار الحبّ في الله . فنعجب بالتزام الشخص وتديّنه وحسن أخلاقه ، وما نزال ننجرفُ إعجاباً في مزاياه ، فكأنه المخلوق الأسمى الوحيد الموجود على هذه الأرض . نتقرّبُ إليه من باب الطاعات ، فمرافقة الصالحين كما هو معروف ، يزيدُ الإيمان ويرفع المؤمن ، ويقوده إلى درب النّجاة .. بعد فترة وجيزة نفاجأ بتعلّقنا الشديد بهذا الشخص ، وبانجذاب كبير نحوه ، نخبره بمشاعرنا ، نسوقُ له أجمل عاطفة نحملها ، ونضعها بين يديه . تعاطفه معنا قد يجعله في أعيننا الشخص المنقذ لنا من الحزن ، فندخل عالماً جديداً مختلفاً ، عالم الأنس والفرح والسلوى ، فنتوهم بأننا أكثر البشر سروراً ما دمنا برفقة هذا المخلوق الذي أرسله الله لانتشالنا من آلامنا . أيامٌ تمضي ، أعمارٌ تزهق ، وقلوبٌ تنهك ..! ذات خصام .. نصحو من الحلم الجميل لحظة ، فنجد أنفسنا قد تأخرنا كثيراً عن القافلة السائرة إلى النجاح ، فقطار الزّمن قد فاتنا ، كنا فيه معصوبي الأعين ، لا نرى إلا ذلك الحب الذي سيطر على كلّ ذرة من كياننا . نفتّشُ أوراق العمر ، فترعبنا نتائجنا .. صفرٌ في تحقيق الذات ، تراجعٌ في مدرسة النّجاح ، هدرٌ واضحٌ في الطاقة البشرية ، سوء استغلال لنبض القلب ، تشتت روح ، وهنُ جسد ..! خسارة فادحةٌ نمنى بها دفعة واحدة ، فتتملكنا الحيرة .. لماذا لم نتقدم ، لمَ لمْ ننجح ؟ أولم يكن حباً في الله ؟! نكتشفُ أخيراً أننا قد ألبسنا علاقة دنيوية رداءً من وهم صنعناه بأيدينا ، ليغطي أي خطأ ، وأسميناه حباً في الله .. ولو أمعنّا النظر في أحوال الصّحابة ، ومحبتهم لبعضهم البعض ، لوجدناها محبة إيمانية ، وصلات واثقة ، وتنافسٌ على الجنّة .. كيف لا وقد جمعهم الإسلام ، واستظلوا بمظلة الإيمان ، وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم ، فغدوا أحباباً في الله .. فهل كانوا ليتركوا العمل والجهاد والسعي للخير ويقضوا أعمارهم هباء ليتحادثوا عن الحب ، عن الغيرة ، عن فتور في العاطفة أو اشتعالها ! حاشاهم أن يفعلوا وهم أصحاب الهدف والهمّة ، كانت عاطفتهم كلها لله ورسوله ، يندرج تحتها حب كل ما يحبه الله ورسوله وبغض ما يبغضه الله ورسوله .. فإذا شعر أحدهم بحبٍ يخفق في قلبه لأخ له في الله أتاه فأخبره عبارة بليغة موجزة ، فقال له : " إني أحبك في الله " فيردُّ الآخر بدعاء راقٍ عظيم المعنى ، فيقول : " أحبك الله " وأيُّ شرف عظيم أن يحبه الله ، وأيُّ سعادة ينالها العبد في حب الله تعالى له .. هؤلاء أناسٌ فهموا معنى الحب فاجتمعوا من أجله ، وتعاهدوا على رفعته ، فاستحقوا منابر النور يوم القيامة .. وها قد أتينا للحياة ، أحفاداً لهم ، فلم شوّهنا هذه العاطفة ، ولم بعثرنا كلمة الحب حتى غدت بلا قيمة ترتجى ؟ أولا يدعونا ذلك إلى إعادة حساباتنا ، وترتيب مشاعرنا ، والارتقاء بالحب .. فالمرء مع من أحب .
|
| |
|