قالتها لي زوجتي ارحل عني ولا فائدة من وجودك لأنني منذ تسع سنوات ونيف وأنا انتظر لقاءك وصبرت صبر الصخر في وجه الرياح لعلي ألقاك يوماً ومنذ أيام جاء الجيش الحر وقال لنا عليكم الرحيل أنت والبنات والأطفال فلم نرفض طلبهم وجئناك ومعي أمي التي لاتستطيع المشي وأختي وأطفالها وابنة عمك ومعها خطيبة ابني الكبير وهاهم وضعونا في صحراء قاحلة على حدود الحسكة فبعد هذا الصبر كنت آمل أن ألقاك في بيت يضمنا ولكن هذه الخيمة لاتنفع وابنتك التي لم ترك منذ ولادتها كانت تحلم فيك ليل نهار فوجدتك أباً لاوجود له إلا في الخيال ومن حقي وحقهم خمسة عشر يوماً زيارة ولكن لامال عندك لنقلهم ولا بيت يؤيهم هي نِعم ألقيت ياحبيبي على غيرك ونحن ليس لنا إلا هذه الرمال وهذه الحجارة عندما كنت تنادي كانوا كلهم في غيابات الكهوف السحيقة وعندما حصلت الثورة صرت أنت في أعمق مغارة أبعد كل هذه المعانات والسنين والصبر والمر الزؤام وأمك أم الثلاث شهداء مشردة في بيوت لاتملك هي وأختك ثمناً لغذاء ….لايشبع حتى فارة وقصور اخوانك وبطونهم أتخمت فهل أنت ياحبيبي إنسان أم حجارة؟ لذلك وجدتك حجراً …..وها هي بيئتنا رمال كثيرة وحجارة فارحل عني …فعندما تجد نفسك إنساناً عندها سوف أستغني عن هذه الحجارة عندها خرجت وهمت على وجهي باحثاً عن إنسان ما…. بين هذه الحجارة د.عبدالغني حمدو