مسلم غيووووور
عدد المساهمات : 32 تاريخ التسجيل : 05/07/2012
| موضوع: أيها الرجل ... هـل تبغض زوجتك ؟ أم الخير .. عجوز الدار الخميس يوليو 05, 2012 7:32 pm | |
| أيها الرجل ... هـل تبغض زوجتك ؟ |
| أم الخير .. عجوز الدار
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الرجل ... هل تبغـض زوجتك ؟ إذاً ... لا تطلـقـها
كثيراً ما يتشكي البعض من الرجال من بغضه لزوجته ، وأنه لا يستطيع أن يواصل معها حياته الزوجية لأسباب متعددة . وقد يكون من أحد هذه الأسباب ، عدم وجود الميل القلبي والمحبة ، وهذا الأمر بلاشك لا يستطيع أن يملكه ، أو أن يتحكم فيه . وما يروى عن " الشيخ أبو محمد بن أبي زيد " ، أنه كان من أهل العلم والدين ، وكانت له زوجة سيئة العشرة ، وكانت تقصـّر في حقوقه ، وتؤذيه بلسانها ، فيقال له في أمرها ، وُيعذل بالصبر عليها ! فكان يقول : " أنا رجل قد أكمل الله علي ّ النعمة ، في صحة بدني ومعرفتي وما ملكت يميني ، فلعلها ُبعثت عليّ عقوبة على ذنبي ، فأخاف إن فارقتها ،أن تنزل عليّ عقوبة هي أشد منها "
يقول الله تبارك وتعالى : [ وإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ] 19 النساء . فما ظنك بربك وهو يعدك ويمنيك بالخير الكثير ، إن صبرت على أمر تكرهه ؟ أين ذلك من حسن الثقة ، وتمام الإيمان بالله ؟
يقول ابن الجوزي رحمه الله في تفسيره للآية : " ندبت الآية إلى إمساك المرأة مع الكراهية لها ، ونبهت على معنيين : أحدهما : ان الإنسان لا يعلم وجوه الصلاح ، فرب مكروه عاد محمداً ، ومحمود ٍ عاد مذموماً . والثاني : أن الإنسان لا يكاد يجد إنساناً ليس فيه ما يكره ، فيصبر على ما يكره لما ُ يحب .
وأنشدوا في هذا المعنى : ومن لم ُ يغمض عينه عن صديقه ××× وعن بعض ما فيه يَمُتْ وهو عاتِـبُ ومـن يـتـتبع جـاهـداً كل عـثـرة ٍ ××× يجدهـا ، ولا يسلم له الدهـر صاحبُ
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا يفرك مؤمن من مؤمنة ، إن كره منها ُخلقاً ، رضي منها آخر " أو قال غيره .
أي لا تبغضها بغضاً كلياً يحملك على فراقها . بل إنه لا ينبغي لك ذلك ، بل عليك أن تغفر لها سيئتها لحسنتها ، وتتغاضى عما تكره لما تحب . والفـِرك : هو بغض الزوج لزوجته . والفارك هو المبغض لزوجته .
ومن هذا المعنى ، قول الرضي : رمت المعـالي فامتنعـن ولم يزل ××× أبداً ، يمانـع عاشـقـاً معشـوق فـصبرت.. حتى نلتهـنّ ولم أقـل ××× ضجـراً دواء الفـارك التطليق
فلا ينبغي للرجل أن يبغض زوجته إن رأى منها ما يكره . لأنه إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر ، فيقابل هذا بذاك .
قال عمر بن الخطاب لرجلٍ طلق امرأته : " لم َ طلقتها ؟ " قال : " لا أحبها " فقال : " أوكل البيوت بني على الحـب ؟ فأين الرعاية والتذمـم ؟ "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن المرأة ُخلقت من ضلع ، وإنك إن ُترد إقامة الضلع تكسرها ، فدارها ، تعش بها ] رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 2/163) .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن المرأة خلقت من ضلع ، ولن تستقيم لك على طريقة ، فإن استمتعت بها ، استمتعت بها وبها عوج ، وإن ذهبت تقيمها كسرتها ، وكسرها طلاقها ] رواه مسلم .
ومعنى خلقت : أي أخرجت كما تخرج النخلة من النواة " من ضِلع " أي أنك إذا أردت منها تسوية اعوجاجها ، أدى ذلك إلى فراقها ، فهو ضـْرب مثل للطلاق . وينبغي للرجل أن يصبر على إعوجاج هذا الضلع ، والعجيب أن أعوج شيئ في الضلع ، هو أعلاه " لسانها " فلذلك لن يتأتى للرجل الانتفاع بزوجته إلا أن يداريها ، ويلاطفها ، ويوفيها حقها .
وقد قال أحدهم : هي الضلـع العـوجاء لست تقيمها ××× ألا أن تـقـويم الضلوع انكسارها تجمع ضعـفاً واقتداراً على الفـتى ××× أليس عجيباً ضعفهـا واقتدارهـا ؟
ولكن .. مما ينبغي الإشارة إليه في هذا الموضع .. أن الرجل مطالب ألا يترك اعوجاج زوجته إذا تـعـدت ما ُطبعـت عليه من النقص ، إلى ارتكاب المعصية ، أو ترك واجب من واجبات دينها . إنما يتركها على اعوجاجها في الأمـور المباحة . وينبغي للزوج أن إذا لم يشعر بميل قلبي نحو زوجته ، أن يتكلف التحبب إليها بأكثر مما يجده لها في قلبه . فإن التـطبع يصير طبعا ، وكما قالت أخت هارون الرشيد :
" تحبب ، فإن الحـب داعـيـة الحـب " وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : [ إني أحّرج عليكم حق الضعيفين : اليتيم ، والمرأة ] صحيح الألباني 1015
وحسبك أن الله تعالى جعل المرأة ، من الله ، ومنته على الرجل ، وجعل المودة والرحمة والألفة عقدة صلة بينهما ، كما في قوله تعالى : [ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ] سورة الروم الآية 21
وبعد .. فليعلم الرجل ، أنه لم يخلق من النساء على صفة الكمال ، إلا أربع .. وهـنّ أسيا زوجة فرعون ، ومريم ابنة عمرآن ، وأم المؤمنين خديجة ، وفاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وسلم .
وبالتأكيد أن زوجتك ليست منهن .. فلا تطلق زوجتك .. وابق عليها .
وتذكر أن .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هي من كنوز الجنة ... جعلني الله وإياك من أهلها
المصدر : شبكة أنا المسلم
|
| |
|