مِنْ سَنَا التوحيد
نور الجندلي
(1)
عجبتُ لمن أتى يحملُ هموم أيّامه ، ومصائبه ونكباته ، فألقاها عند قبر ، وبكى
وبثّ أحزانه واشتكى .. وإذا به يتأرجحُ في ضياع ..
لجأ إلى عظام غدت رميماً ، كي تجلو همّه
ونسي الخالق الواحد المعبود
( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ) 21 البقرة
(2)
بحثوا في الغيبيّات فتاهت خطواتهم في صحارى الوهم
واختلقوا من خيالهم صوراً برئت من دنسهم
وادّعوا العلم ، فتخبّطوا في جهل عقيم
فأضلّـــوا
ليتهم فهموا أن الإسلام استسلامٌ لله .. فقالوا :
" سمعنا ، وأطعنا ، واتبعنا ، وآمنا ، فهذه وظيفتنا لا نتجاوز القرآن والحديث " .
(3)
" سُمّوا بالإنس ..
لأنّهم لا يعيشون بدون إيناس ..
فهم يأنس بعضهم ببعض "
عجباً لأولئكَ الذين تخلّوا عن عظيم مسمّاهم ، فما عادوا يأنسون ببعضهم
وتباغضوا ، فكان الهلاك حليفهم !
(4)
( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) 107 الأنبياء
قابلوا الرّحمة بالعناد .. والخير بالجحود
فماذا تراهم ينتظرون ؟
أيوماً كيوم عادٍ أو ثمود ؟!
(5)
لكلِّ قضاء حكمة !
ولكلّ أمرٍ غاية ..
فلا تجزعنّ من هول مصيبة ..
وتفكّر
فخلف كلّ سحابة ظلمة فجر جديد .